أختي من يومين، وهي بتطلّ من شباك بيتنا في شارع كان اسمه "شارع الحمير" بحيفا، بتقولي: "رشا، بتعرفي إنه بيتنا القديم (اللي موجود بشارع تحت شارع الحمير)، منقدر نشوفه من هون؟ هياه السّطح، وشباك المطبخ".. قلتلها: "بعرف".. مع إنّه، عمليًا، من لما سكنت بهالبيت، وكل ما أطلّ من الشّباك.. ما بنتبه إنه بيتنا القديم بنشاف من بيتنا الجديد.. بس قلتلها بعرف، لأنه متأكدة إنه هاي التفصيلة مثل كل قصص حياتي، كلما "أعيش ببيت جديد"، دايمًا.. دايمًا.. في "شباك فيه/ شباك بقلبي.. بيطلّ على تفصيلة من تفاصيل البيوت القديمة.. اللي عشت فيها وقت كتير، أو مرقت عليها.. أو حتّى تخيّلتها.."، والبيوت، إحنا.
عكّا، بعدسة: نادر هواري أغنية "البحر بيضحك ليه"، من كلمات الشّاعر نجيب سرور، ألحان وغناء الشّيخ إمام عيسى، هي الأغنية الملائمة لكلّ مراحل الحياة. لا يهم المرحلة إنّ كانت سعيدة أو حزينة، فيها أمل أو خيبة، قلق أو راحة، كلما سمعتها تشعر بأنها تُغنى لك. تحكي معك.. الأغنية لا علاقة لها لمن يعرف البحر أو لا يعرفه، سواء كان البحر قريبًا أو وبعيدًا.. هي قادرة أن تحمل لك مشاهد بصريّة مختلفة كلما سمعتها، تحمل معها وجوهًا عديدة وذكريات.. وكأنك كلما تسمعها تشعر بأن الزّمن توقف. لا يتحرك. كأن حالتك المرافقة لها حين سمعتها قبل 5 أعوام، مع ناس أو من غيرهم، تشبه حالتك حين تعيد سماعها اليوم، لوحدك أو مع آخرين.. والأجمل، بأنك تدرك تمامًا بأن حالتك هي، المرافقة لسماع الأغنية، تمامًا كما الملايين من عشاق الأغنية ذاتها. هي أغنية الطبطبة على الروح.. وحاملة المقولة الوجوديّة الأبديّة: ولسّه جوا القلب أمل.
تعليقات
إرسال تعليق