(رشا حلوة)
// مطر ورام الله
أعود هذه المرة من رام الله إلى حيفا بصحبة المطر، هذا الذي يُذكرني كل مرة بقصص الحب الشتائية ورغبة احتواء قصيدة بأربعة أيدٍ قريبة من موقد متعبٍ من حرق الكستناء ورائحتها في غرفة تجاور البحر والجبل والبرد.
المطر المنهمر موسيقيًا في رام الله، الشيء الوحيد الصافي من مخالب الاحتلال يختلف رائحة وانعاكسًا على تفاصيل الروح عن القطرات الغريبة التي تسقط على الحاجز. المطر في الحاجز لا يطرّي بشاعة الاحتلال، لكن حواجز الاحتلال تعجز عن صدّه.
// مطر وعود
مطر في حيفا أيضًا، يجعلك تقاوم إغراء النعاس والارتياح بعد زيارة جميلة/متعبة، خاصة حين تعلم أذناك العائدتان من إزعاجات متطفلي الطرق أن للعود والموسيقى عرضًا مباشرًا في حيّنا، برفقة أصدقاء لو كان بإمكانهم لاحتفلوا بالمطر ليلة بعد ليلة.
تقاسيم ارتجالية تأخذك إلى أمكنة لا عودة منها. وانسجام التقاسيم مع المطر يُشكل معزوفات لها القدرة بأن تعيدك إلى رام الله تارة، وتضعك على حافة الانعزال عن مكانك/زمانك وترميك حيث تشاء تارة أخرى. ولكلٍ من ممارسي هذه الحالة الموسيقية في صحبة المطر قصصٌ تملأ المكان، قصص تستحق الكتابة والبكاء.
// مطر ولاجئ
…